إن لون اللثة ليس دائمًا وردي. ومثل تباين لون البشرة بيننا، يختلف لون اللثة من شخص لآخر. وبحسب البرنامج الوطني لصحة الفم في الهند e-DantSeva، فإن اللثة السليمة وردية اللون مع بعض التصبغات الداكنة. وذلك على صلة وثيقة بلون العظم تحتها. كما أن البقع الداكنة على اللثة تنجم عن عدة عوامل مثل الأعراض الجانبية لبعض الأدوية أو بسبب استهلاك التبغ. ولا تدل اللثة السوداء بالضرورة على وجود مشكلة في صحة الفم، ولكن يمكنكم استشارة طبيب أسنانكم إذا رغبتم في الخضوع لعلاجات تجميلية مخصصة للثة الداكنة جدًا.
ما أسباب اللثة السوداء؟
الاختلافات الطبيعية في لون اللثة
يوجد الميلانين، وهو الصبغة المسؤولة عن لون بشرتنا في نسيج اللثة أيضًا. وهذه الصبغة تزيد بشكل طبيعي دكنة اللثة. ونشرت مجلة المستقبل لطب الأسنان تقريرًا جاء فيه أن تصبغ الميلانين شائع بين الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية وآسيوية ومتوسطية. وقد يكون تباين اللون في جهة واحدة من الفم أو في الجهتين معًا، ويمكن أن يكون في الفم كله أو في بقع معينة منه. وتصبغ الميلانين حالة طبيعية لا تحتاج إلى أي علاج طبي.
أسباب اللثة السوداء
كما ترتبط اللثة الداكنة أحيانًا ببعض أمراض الغدد الصماء. بحسب صحيفة نيو إنديان إكسبريس، يظهر داء أديسون (أو ما يدعى أيضًا بالقصور الكظري)، عندما تتضرر الغدد الكظرية، ويتعطل إفراز هرمونات السيترويدات القشريّة (الكورتيزول).
كما يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على لون اللثة. إذ نشرت مجلة المستقبل لطب الأسنان أن لعدّة أدوية أعراض جانبية مشابهة على اللثة، بما فيها مضادات الملاريا ومضادات الذهان وعقاقير علاج السرطان والمضادات الحيوية. ننصح بمراجعة طبيبكم إذا لاحظتم لون داكن على اللثة بعد البدء بتناول بعض الأدوية.
ينجم عن التدخين عدّة أعراض جانبية في الفم، بما فيها اللثة الداكنة. ويحفّز النيكوتين الموجود في التبغ زيادة إفراز خلايا الميلانين حسب تفسير المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة. إذ يساعد الإقلاع عن التدخين في الحد من التصبغات الداكنة.
ويمكن أن تكون اللثة السوداء دلالة على بعض الأمراض الخطيرة في بعض الأحيان. فقد تكون البقع السوداء الموجودة على اللثة دليلًا على وجود بعض أنواع السرطانات الفموية والمعروفة باسم الأورام الميلانينية. ويجب مراجعة طبيب أسنانكم إذا لاحظتم هذه المشاكل. وتفسربوابة الصحة الوطنية الهندية بأن الورم الميلانيني هو أحد أنواع السرطانات الفموية التي يبدأ بها السرطان يظهر في الخلايا الميلانينية التي تساعد في منح الجلد لونه. ولتشخيصه، من الضروري أخذ جزء صغير من النسيج المصاب للتحقق من وجود خلايا سرطانية. ويُعرف هذا الإجراء باسم خزعة.
خيارات علاج اللثة السوداء
لا تحتاج اللثة السوداء إلى العلاج دائمًا، ولكن بعض الأشخاص يهتمون بالحلول التجميلية، مما يوفر لهم عدة خيارات لذلك. فبعد الخضوع لفحص لثتكم، سينصحكم طبيب الأسنان بالعلاج المناسب لحالتكم.
وتعد إزالة النسيج الداكن من اللثة باستخدام الجراحة إحدى الخيارات الجراحية الممكنة. وتبدو النتائج الأولية لهذا الإجراء سارّة، ولكنها لا تدوم طويلًا دائمًا. ذلك لأن إنتاج خلايا الميلانين قد تنتقل إلى المناطق المعالَجة، وتسبب مزيدًا من التصبغ.
الاستئصال بالتبريد، والذي يتضمن تجميد النسيج المصاب من اللثة، هو خيار آخر للعلاج. ونُشرت دراسة في المجلة العالمية للعلوم الصحية تُفيد أن معدلات انتكاس اللثة بعد الاستئصال بالتبريد منخفضة.
كما يمكن اللجوء إلى رأب اللثة أي ترقيعها. ويشمل هذا العلاج تجميع النسيج غير المتصبّغ من سقف الفم واستخدامه لترقيع اللثة. مما يُخفي نسيج اللثة الداكن بدلًا من التخلّص منه.
وقد تتنوع ألوان اللثة. فاللثة السوداء عادة ببساطة إحدى الألوان الطبيعية ولا تتطلب أي إجراء طبي. ولكن إذا كانت الشكوك تراودكم حول لون لثتكم، فالأفضل مراجعة طبيب أسنانكم.
